الأربعاء، 29 أبريل 2009

عرض عن حياة البطل الشهيد عبدلي محمد بن شينون
1- مولده : ولد الشهيد عبدلي محمد الملقب بابن شينون بدوار الزبيرات دائرة سيدي عيسى في عهد الاحتلال الفرنسي سنة 1888 من اسرة عريقة ومحافظة على القيم الاسلامية والعادات العربية و كان وحيد ابيه وسط خمس بنات ولقب في صغره بابن الصلاية لان امه كانت تكثر من الصلاة دون باقي النسوة في قريتها .
2- نسبه : هو عبدلي محمد بن دنيدني بن بن يحيى بن قويدر بن عبدالله بن الزبير بن يحيى بن عيسى و هدا الاخير هو الجد الاكبر لاغلب العروش في المنطقة وبه سمية دائرة سيدي عيسى حاليا .
3- تعلمه :تعلم القران الكريم وحفظه في السنوات الاولى من عمره بمسقط راسه على يد احد المشايخ الكبار المدعو سي لخضر ثم انتقل الى زاوية الهامل التابعة لدائرة بوسعادة ليتابع دراسته في الفقه والشريعة و التوحيد و العلوم الاخرى على يد عميدها العلامة محمد بلقاسم القاسمي الذي منحه شهادة تقدير وتخرج وسمح له بالتدريس و هو شاب ثم انتقل الى منطقة القبائل ببجاية فاصبح شيخنا الجليل ينتقل من زاوية الى اخرى و من منطقة الى اخرى ثم عاد بعد معاناة كبيرة في الغربة الى قريته الصغيرة فاحس انه لا يزال متعطشا الى العلم فطل مرة اخرى من والده ان يساعده على الالتحاق بجامع الزيتونة بتونس لكن الوالد هذه المرة رفض رفضا قاطعا فكرة ابنه بحجة انه لايستطيع ان يبقى بدون سند خاصة انه وحيد ضف الى ذلك كثرة المصاريف فرضي شيخنا بامر الواقع .
4- اعماله :
1- تاسيس الزاوية :في هذه الفترة كشف الشيخ عن حلمه الكبير وهو فتح زاوية على مستوى المنطقة وعاهده والده كي يساعده على تحقيق حلمه وتم بالفعل فتح الزاوية بعدما تحصل على شهادة الاعتماد من طرف الادارة الفرنسية و رخصة التدريس من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائرين برئاسة عبد الحميد بن باديس فاصبح مدرسا بزاويته ومنذ ذلك الوقت صار الشيخ على اتصل دائم باعضاء الجمعية امثال العربي التبسي و البشير الابراهيمي فكانوا يرسلون له الجرائد التي تصدر عن جمعيتهم كالبصائر والشهاب .
بعدها تفرغ لادارة الزاوية ولقب بالمقدم لتقدمه في العلم على غيره من المشايخ الذين عايشوه مثل الطاهر الطاهري و الطاهر الزبيري و الحاج عيسى فكان يشرف على سبعين طالب مقيمين بالزاوية التى تقوم باداء كل نفقاتهم و نفقات مدرسيهم من اكل وشرب و لباس ونوم كل هذا على حساب الشيخ المقدم و بعض التبرعات من اهله خاصة الاغنياء امثال عيسى بن الطباخ و عبدلي العوفي وعائداه الغفاره المرسلة من طرف بني هلال الموجودين بافلوا ولاية الاغواط و العشور والزكاة .
2- بناء المساجد: ساهم في بناء المسجد العتيق من ماله الخاص و بتتبرعات اهل المنطقة ثم أنشأ مسجد سعد بن ابي وقاص و تولى الامامة فيه لمدة ثلاث سنوات
- من المتخرجين على يده وهم كثر امثال: الشيخ عمر العرباوي مؤسس مسج بئر خادم.
طباخ يحيى_رحمه الله_ وكان امام مسجد سعد بن ابي وقا ص
سي القريشي امام مسجد قصر الشلالة
5- المقدم و الزاوية و أبناؤه و ماله في خدمة العمل الثوري
استمرت هذه الزاوية في نشر العلم الى ان تطورت الامور الى العمل السياسي فدخلت الزاوية في العمل السري و ذلك بالقاء الخطب الحماسية و الدعوة الى الجهاد ضد الاستعمار الداعي الى الكفر
و لما اندلعت الثورة المجيدة سنة 1954 كان اول المباركين لها و المؤيدين فانخرط في صفوفها من اول وهلة و كان مجاهدا ومناضلا بنفسه و ماله و اولاده الاربعة الذي استشهد منهم اثنان
الابن الاول الطيب و هو الاصغر استشهد في معركة طاقين بضواحي افلو سنة 1958 ومع هذا لم تثبط عزيمته في الجهاد فصار مفتيا لجيش التحرير و فتح مكتبا للتجنيد بالزاوية لمد الثورة بالرجال و كان يلتقي بابطال الثورة لعقد الاجتماعات و التخطيط للهجومات على الاستعمار و من هؤلاء الابطال بلبداوي المختار و سي الهاشمي من القبائل الكبرى يحياوي بن مالك الى ان استشهد في 19رمضان 1357 الموافق ل 31مارس1959 نتيجة التعذيب الوحشي على ايدي الخونة و الجيش الفرنسي(فرقة الكومندوس) حدث كل هذا لانه رفض ان يلقي خطبة على سكان الناحية:اولاد سي الطيب و اولاد عبد الله و الزبيرات و العكاكلة الذين ارغموا على الحضور بقوة و الاستماع لكلمة الشيخ المقدم في مدح فرنسا لكن الرجل قال قولته للناس و التاريخ "يا اخواني اليوم ابواب الجنة مفتوحة و ابواب النار مفتوحة و الجزائر منتصرة باذن الله" فسارع اليه احد الخونة و اغلق فمه و جره امام الناس ووضع القائد الفرنسي المسدس على جبهته الطاهرة و اطلق عليه الرصاص و صودرت كل ممتلكاته و اغلقت الزاوية و طرد سكان القرية حدث هذا في الوقت الذي كان فيه اعز ابنائه ابراهيم في سجن البرواقية بولاية المدية حيث حكم عليه بعامين و نصف سجنا وعندما خرج ابراهيم الملقب big bacha أي الباشا الكبير عاد الى العمل الثوري حتى استشهد على ايدي الخونة في مارس 1962 بين عين الحجل ة سيدي هجرس
اما الابن الثالث الحاج فقد كان مجاهدا في الجزائر العاصمة و ذلك بتركيب القنابل مستعينا بمهنته ساعاتي وكان ذو حكمة وراي توفي سنة 1996 بعين وسارة ولاية الجلفة
اما ابنه الاخير عبد القادر كان فدائيا و قد عانى الكثير مما لحقت به اسرته و مازال على قيد الحياة و نختم هذا العرض بقصيدة رثاء من الشعر الملحون لابنه ابراهيم يناجي فيها والده عبر استنطاق الحوش(باحة البيت)
فاجيني يا حوش لله وتكلم يا حبيبي وين دارو باهليك
اتطق ليا و قلي ما كان كلام ولا تسالني لا يهوض الجرح عليك
انا حبيبي في الروضة نايم وما عدتش تراه انت و غيرك
شربوا كاس فريد من يد ظالم لا تسالني كانك رايت بعينك
بعيني شفتو نايم وسط الدم هو و البشير حق لا تشكيك
اطلب ربي خالقك هو العالم حنين و كريم ما معاه شريك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق